الاحتلام
هي ظاهرة تحدث لجميع البشر وتعني خروج المني من الذكور أو افرازات من الأناث أثناء
النوم، وتحدث غالبا في مرحلة المراهقة وبداية الشباب ولكنه قد يحدث في أي وقت من
العمر بعد البلوغ. وقد يكون الاحتلام مصحوباً أو غير مصحوب بأحلام جنسية، وهو يحدث
غالباً نتيجة للتعرض لمثيرات جنسية ما.
الاحتلام أمر طبيعي لا يؤاخذ عليه الإنسان
الحمد لله
ركب الله
الشهوة في الإنسان وأمر عباده بأن يصرفوا هذه الطاقة في الطريق الصحيح وهو النكاح
لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً ، لتتحقق المصالح الدنيوية ، من بناء الأسرة وتقوية
المجتمع وإعمار الدنيا وفق سنة الله تعالى ، ثم إن من الطرق التي غرزها الله في عباده
لإخراج هذه الطاقة المخزونة ( الشهوة ) الاحتلام ، فهو سبب لتصريف القوة الجنسية
لدى الجنسين ، وليس للإنسان دور في إخراجها بل تخرج بمقتضى الطبيعة البشرية
والإنسان لا يؤاخذ على ذلك والدليل على ذلك :
1. عن علي :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رفع القلم عن ثلاثة عن
النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يشب وعن المعتوه حتى يعقل " .
والنائم
لا يعقل مما يفعل شيئاً فهو ممن رفع القلم عنه ، والحلم يقع من النائم فالحلم مما
يعفى عنه
بل إن الله
تعالى جعل الحلم علامة من علامات البلوغ ولذا قال الله تعالى : { وإذا بلغ الأطفال منكم
الحلم فليستأذنوا ….} النور / 59 .
فلو كان
الحلم حراماً لم يجعله الله علامةً على البلوغ .
عن زينب
ابنة أم سلمة : عن أم سلمة قالت : " جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت : يا رسول الله ، إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا
احتلمت ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم إذا رأت الماء ، فغطَّت أم سلمة
وجهها وقالت : يا رسول الله أو تحتلم المرأة ؟ قال نعم تربت يمينك فبم يشبهها
ولدها ؟ " .
رواه
البخاري ( 130 ) ومسلم ( 313 ) .
4- وعن عائشة
قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما قال
يغتسل وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولم يجد بللا قال لا غسل عليه قالت أم سلمة يا
رسول الله هل على المرأة ترى ذلك غسل قال نعم إنما النساء شقائق الرجال " .
رواه
الترمذي ( 113 ) وأبو داود ( 236 ) .
احتلم ولم
يغتسل لشدة البرد
الحمد لله
فإن من رحمة الله بعباده أن التكليف يسقط مع العجز عنه،
لقوله تعالى : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.
ومن ذلك عدم القدرة على الاغتسال من الجنابة ، فمن لم يستطع
أن يغتسل لمرضٍ أو بردٍ شديد فله أن يتيمم ولا إعادة عليه ؛ لحديث عمرو بن العاص
قال : "
احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السُّلاسِلِ فَأَشْفَقْتُ
إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي
الصُّبْحَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ فَأَخْبَرْتُهُ
بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنْ الاغْتِسَالِ وَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ
وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا فَضَحِكَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا " رواه أبو
داود (334) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (323) وعلقه البخاري .
فإذا كنت في مكان ولا
تجد ما تسخّن به الماء وتخشى المرض لو اغتسلت بالماء البارد ففعلك صحيح ولا إعادة عليك.
يعاني من كثرة
الاحتلام، ويجد بللاً ولا يذكر احتلاماً
الحمد لله
" إذا استيقظ الإنسان فوجد بللا ، فلا يخلو من ثلاث حالات :
الحال الأولى : أن يتيقن أنه مني ، فيجب عليه حينئذ الاغتسال ، سواء ذكر احتلاما أم لم يذكر .
الحال الثانية : أن يتيقن أنه ليس بمني ، فلا يجب عليه الغسل في هذه الحال ، ولكن يجب عليه أن يغسل ما أصابه ، لأن حكمه حكم البول .
الحال الثالثة : أن يجهل هل هو مني أم لا ؟ ففيه تفصيل :
أولا : إن ذكر أنه احتلم في منامه ، فإنه يجعله منيا ويغتسل ، لحديث أم سلمة رضي الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ، هل عليها غسل ؟ قال : ( نعم ، إذا هي رأت الماء ) . فدل هذا على وجوب الغسل على من احتلم ووجد الماء .
ثانيا : إذا لم ير شيئا في منامه ، فإن كان قد سبق نومه تفكير في الجماع جعله مذياً .
وإن لم يسبق نومه تفكير فهذا محل خلاف :
قيل : يجب عليه الغسل احتياطا .
وقيل : لا يجب ، وهو الصحيح ، لأن الأصل براءة الذمة " انتهى من "فتاوى الطهارة" للشيخ بن عثيمين رحمه الله (ص 221) .
وقد ذكر الفقهاء أن رائحة المني الرطب كرائحة العجين أو طلع النخل ، ورائحة المني اليابس كرائحة بياض البيض . "مطالب أولي النهى" (1/162) .
ولا أثر لكون ذلك يقع في الأسبوع مرتين أو أكثر . فكلما احتلمت وجب عليك الغسل .
ولا ينبغي القلق من حدوث هذا الأمر ؛ إذ العامل فيه قد يكون طبيعة البدن ، أو نوع الأطعمة ، ونحو ذلك .
والله أعلم .
" إذا استيقظ الإنسان فوجد بللا ، فلا يخلو من ثلاث حالات :
الحال الأولى : أن يتيقن أنه مني ، فيجب عليه حينئذ الاغتسال ، سواء ذكر احتلاما أم لم يذكر .
الحال الثانية : أن يتيقن أنه ليس بمني ، فلا يجب عليه الغسل في هذه الحال ، ولكن يجب عليه أن يغسل ما أصابه ، لأن حكمه حكم البول .
الحال الثالثة : أن يجهل هل هو مني أم لا ؟ ففيه تفصيل :
أولا : إن ذكر أنه احتلم في منامه ، فإنه يجعله منيا ويغتسل ، لحديث أم سلمة رضي الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ، هل عليها غسل ؟ قال : ( نعم ، إذا هي رأت الماء ) . فدل هذا على وجوب الغسل على من احتلم ووجد الماء .
ثانيا : إذا لم ير شيئا في منامه ، فإن كان قد سبق نومه تفكير في الجماع جعله مذياً .
وإن لم يسبق نومه تفكير فهذا محل خلاف :
قيل : يجب عليه الغسل احتياطا .
وقيل : لا يجب ، وهو الصحيح ، لأن الأصل براءة الذمة " انتهى من "فتاوى الطهارة" للشيخ بن عثيمين رحمه الله (ص 221) .
وقد ذكر الفقهاء أن رائحة المني الرطب كرائحة العجين أو طلع النخل ، ورائحة المني اليابس كرائحة بياض البيض . "مطالب أولي النهى" (1/162) .
ولا أثر لكون ذلك يقع في الأسبوع مرتين أو أكثر . فكلما احتلمت وجب عليك الغسل .
ولا ينبغي القلق من حدوث هذا الأمر ؛ إذ العامل فيه قد يكون طبيعة البدن ، أو نوع الأطعمة ، ونحو ذلك .
والله أعلم .
الخلاصة :
الاحتلام
أمر طبيعي ، ولا يمكن التخلص منه ، وليس الأمر مخجلاً بالحد الذي صورته .
ولكن يجب الابتعاد عن المثيرات الجنسية بكل أشكالها، التي تؤدي إلى كثرة الاحتلام، مما يؤدي إلى إرهاق الجسم وعدم التركيز.
والله
أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
الشيخ محمد صالح المنجد

0 commentaires:
Enregistrer un commentaire